

تستضيف زاوية مهنتي أحد العاملين في عالم تطوير أجهزة الكمبيوتر “البرمجيات”، ليحدثنا عن أهمية عمله في حياة الكمبيوتر التي هي جزء من حياتنا، وما تنطوي عليه أعمال المبرمجين من مهام مختلفة.
يتحدث مهندس البرمجيات أحمد عبدالغفار الشعراوي مدير قسم تطوير البرمجيات في مؤسسة للبرمجيات الذكية، ويعمل في مجال البرمجيات منذ 10 سنوات عن مصطلح مبرمج كمبيوتر ويقول:” أولاً لابد من تعريف برنامج الحاسوب، فهو مجموعة من التعليمات المنظمة والمحددة مكتوبة بلغة يفهمها الحاسوب تسمى لغة البرمجة ، وبتنفيذ تلك التعليمات يستطيع الحاسوب القيام بمهمة ما لخدمة المستخدم. إذا يمكن لنا تعريف المبرمج بأنه الشخص الذي يقوم بتطوير تلك البرامج، وتطوير برامج الحاسوب يمر بمراحل عدة تبدأ بالتخطيط والتصميم وتنتهي بالكتابة. ويطلق لفظ “مبرمج كمبيوتر” عادة عند غير المتخصصين للإشارة لأحد الأدوار التي تتعلق بإنتاج برمجيات الحاسوب مثل: محلل النظم ومصمم النظم ومطور النظم وغيرها من التخصصات الدقيقة.”
مطور أنظمة
ويضيف :” عادة لا يوجد تخصص اسمه “مبرمج كمبيوتر” يدرس في الجامعات إلا أن هناك العديد من التخصصات التي تؤهل خريجيها لتطوير برامج الحاسوب مثل: تخصص علوم الحاسب الآلي، وتخصص الحاسبات والمعلومات وتخصص هندسة الحاسبات وغيرها، كما أن هناك دبلومات غير جامعية تؤهل الحاصلين عليها لبرمجة الحاسوب مثل MCSD وهي اختصار لـ Microsoft Certified Solution Developer وتعني “مطور نظم معتمد من مايكروسوفت” وهي إحدى الدبلومات التي أهلتني للعمل في هذا المجال “
مراحل العمل
ويشير الشعراوي إلى أن أول الصعوبات التي تواجه عملية تطوير البرمجيات بشكل عام هي “مرحلة تلقي متطلبات العميل وتحليلها” ويمكن تشبيه ذلك بمرحلة التشخيص التي يقوم بها الطبيب لتحديد المرض، ويمكنني أن أجزم أن حالة تطوير البرمجيات أصعب لعدم قدرة العملاء على تحديد تلك المتطلبات بشكل واضح نظرا لاختلاف المصطلحات وتعدد المجالات، فاليوم أطور برنامج لصيدلي وغدا لمحامي وبعد غد لمدرسة وهكذا... عامل آخر يزيد هذه المرحلة صعوبة هو الحاجة لاختيار واجهات البرنامج بأشكال وألوان ترضي العميل!
تأتي بعد ذلك مرحلة “تصميم البرنامج” وهي أهم مراحل تطوير البرمجيات، وأخيرا اختيار لغة البرمجة ثم كتابة البرنامج، وتعتبر كتابة البرنامج أسهل المراحل، ويستطيع أن يقوم بها المرمز بسهولة ما دامت كل المراحل السابقة، قد تمت بإتقان وأن اختيار لغة البرمجة كان مناسباً، والمرمز هو المبرمج التقليدي الذي يقتصر دوره على كتابة البرامج المباشرة التي تقوم بمهام بدائية، فإذا زاد تعقيد المهمة احتاج المرمز لمن هو أعلى منه ليخطط ويحدد له كيفية ترميز تلك المهام. وعادة يتقن المرمز لغة برمجة واحدة يستخدمها لتحويل تلك المخططات لبرامج .
يلفت أحمد الشعراوي إلى أن أهمية أو فائدة الحاسب الآلي تتوقف على ما عليه من برامج، إذ لم يعد له قيمة بدونها ومن هنا تنبع أهمية البرمجة، كما أن البرمجيات دخلت الآن في جميع الأجهزة الإلكترونية ومنها الأجهزة المنزلية التي أصبح معظمها يعمل بشرائح إلكترونية ذكية محمل عليها مسبقاً برامج تقوم بإدارتها بإتقان شديد.
تطور تقني
يقارن أحمد بين المبرمج قديماً وحديثاً بقوله:” السرعة العالية اليوم في طرح أجهزة جديدة، ونظم تشغيل مختلفة جعلت المبرمج بين ليلة وأخرى يواجه تغييراً كبيراً وأحياناً شاملاً في نظم التشغيل تجبره على تغيير أسلوب عمله تماماً، فقديما كان الجهاز ونظام التشغيل يمكث سنوات في الأسواق فكان المبرمج يعمل فترات أطول تتيح له الوقت الكافي للإتقان. كما أن هناك العديد من التقنيات التي ظهرت حديثاً، وأصبحت عاملاً مهماً في عمليات تطوير البرمجيات، وصار من الضروري على مطوري النظم أن يحترفوها. وهي تتنوع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة وإبصار الآلة والمحاكاة وتقنيات الاتصال اللاسلكية، ونظم المعلومات الجغرافية، وتقنيات نظم التأمين وعلوم السمات البيولوجية وتقنيات التواصل والشبكات الاجتماعية، وأخيراً وليس آخرا تقنيات الهواتف الذكية وغيرها “
يؤكد الشعراوي على وجود فروق فردية بين المبرمجين، فبعضهم وفق ما ذكر لا يستطيع أن يبتكر، ويظل طوال حياته ينفذ المشاريع بشكل روتيني، وهناك من لديه المهارة والموهبة بجانب العلم والدراسة فيبدع ويبتكر بخلاف من لديهم العلم بلا موهبة والصفة الأهم على الإطلاق هي المثابرة و الصبر.
ويوضح أن ما يميز المبرمج عن غيره من المبرمجين إتقانه للعديد من لغات البرمجة، ومقدرته على التمكن من أي لغة جديدة في فترة وجيزة طالما احتاجها وتمتعه بحس مميز في تطوير البرامج التي عادة يستعين المبرمج التقليدي بمصمم يساعده فيها، بالإضافة إلى قدرته على تجاوز حدود لغة البرمجة، والتحايل على أي قصور فيها لتوصيل تعليماته للحاسوب حتى ينفذ البرنامج المهمة المطلوبة على أكمل وجه وفي أسرع وقت.
من جانب آخر أفاد الشعراوي بأن مهنة المبرمج من المهن المتطورة نظرا لتطور الحاسب الآلي، وفي ذلك يقول:” كل يوم تخرج علينا شركة بابتكار جهاز حاسب آلي جديد أو جهاز كفي متقدم فضلًا عن ابتكار نظم تشغيل مختلفة كل فترة. وهذا يضع المبرمج دائما في موضع يلزمه بالتطوير من نفسه و إلا ستنتهي وظيفته بانتهاء الحاسب الآلي أو نظام التشغيل الذي اعتمد عليه. فوظيفة المبرمج هي وظيفة المثابرين، وذوي القدرة على المتابعة اليومية للجديد في عالم الكمبيوتر، ومن يريد العمل بها لا بد أن يكون لديه ملكة اكتساب المهارات فاليوم انتقلت البرمجيات من مجرد برامج للشركات إلى برامج لا حصر لها على الأجهزة والحواسيب الكفية”
|
إذا أعجـبكم الموضــوع لا تبـخلوا علينـا بالمشاركــة والتعليقــات المشجعــة وشكــرا لكــم !!
صناديق التعليقات